إلقاء أ. د. د. حسين إبراهيم الصباغ
مقرر مجلس البحوث الدوائية وأستاذ الكيمياء الدوائية بكلية الصيدلة-جامعة المنصورة
ملخص:
تعتبر صناعة الدواء من الصناعات الاستراتيجية الكبرى التي لا تستغني عنها أي دولة، نظراً لتأثيرها على التنمية والإنتاج ، ومساهمتها في ازدهار الاقتصاد ، وزيادة معدلات النمو و تمتلك مصر بنية اساسية قوية فى الصناعة الدوائية حيث تصنع اكثر من ٩٠% من احتياجاتها من الدواء كما انها تقوم بالتصدير للعديد من دول العالم النامى إلا أن الصناعة الدوائية فى مصر مقتصرة على تصنيع المستحضرات الدوائية فى شكلها النهائى فقط أى أنها لا تقوم بتصنيع المواد الخام الدوائية إذ يتم إستيراد أكثر من ٨٥% من المواد المضافة وكل المواد الفعالة تقريبا. مما يعنى أن الصناعة الدوائية فى مصر فعلياً غير مكتملة إذ أنها مقتصرة فقط على إنتاج الدواء فى أشكاله الصيدلانية النهائية وبعيداً عن تصنيع أو إنتاج الخامات الأولية من مواد فعالة وصواغ. وغير خاف على أحد خطورة الأمر وأهميته على الأمن القومى المصرى حيث أن توقف الاستيراد لأى سبب من الأسباب لعدة شهور بسيطة يعتبر كارثة حقيقية على الدولة. يضاف الى ذلك ان إستيراد المواد الخام الدوائية من الخارج يجعل الصناعة الدوائية فى مصر تحت سيطرة السوق العالمى للخامات الدوائية فضلاً عن تأثر الدواء المصرى بتقلبات السوق العالمية سواء بسبب ارتفاع سعر البترول أو تغير أسعار العملات أو حتى المشاكل الداخلية للدول التى يتم إستيراد المواد الدوائية الخام منها.
تهدف الدراسات التى قام بها مجلس بحوث الدواء الى إعادة تفعيل صناعة وانتاج الخامات الدوائية الفعالة وغير الفعالة وبعض كيماوياتها الوسيطة التي تدخل في صناعة هذه الخامات محليا وعدم الارتكان على الأستيراد فقط لهذه الخامات ولتحقيق هذا الهدف فقد تم وضع آليات ومقترحات بعد دراسات ميدانية متعددة الجوانب لكل ما يحول دون تفعيل هذه الصناعة محليا من خلال ثلاث خرائط للطرق هى:
- نحو تصنيع الخامات الدوائية الفعالة وغير الفعالة فى مصر
- خارطة طريق للنهوض بصناعة الدواء فى مصر
- انشاء مركز عالمى معتمد لاستشارات الصناعات الصيدلية فى مصر